يشهد قصر العدل في بيروت حالة من الضجيج على خلفية اخبار الدعوى القضائية الذي تقدم بها عدد من المحامين ضد جمعية “كلنا إرادة”، متهمين إياها بارتكاب جرائم جزائية تتعلق بالمسّ بالاقتصاد الوطني وزعزعة الأسواق المالية. وزاد من وطأة هذا الإخبار أن العديد من الشخصيات البارزة في الجمعية هم مقربون من رئيس الحكومة نواف سلام، وبعضهم يشغل مناصب وزارية في حكومته، ما أضفى على القضية بعدًا سياسيًا حساسًا.

وتقدم كل من المحامين بشير أعزان، شارل أسعد، وجوسلين كرم، بالإخبار أمام النيابة العامة التمييزية، وسُلم إلى النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار، متهمين الجمعية بأنها خرجت عن إطار الترخيص الممنوح لها، والذي كان مخصصًا لنشاطات زراعية وصناعية وحرفية وتطوير الطاقة، لكنها تحولت إلى جهة سياسية ناشطة، تعمل على زعزعة الثقة بالاقتصاد اللبناني والمصارف والأسواق المالية.

جورج سوروس وكلنا ارادة معا لتدمير الاقتصاد اللبناني

تحدث تقرير في موقع “أوجيم – مرصد الصحافة” الفرنسي، بعنوان “ظل سوروس يمتد إلى لبنان”، عن تغلغل المنظمات غير الحكومية المرعية من مؤسسة “المجتمع المنفتح”، والتي تلعب دوراً بارزاً في ممارسة “القوة الناعمة”، إلى المجتمع اللبناني الذي يعاني من غياب الدولة وتقديماتها بنسبة كبيرة، ما خلق هامشاً مهماً لهذه المنظمات والجمعيات للعمل ضمنه.

واستند التقرير الفرنسي على مقال بقلم ناتاشا تورباي، نُشر في منتصف شهر أيار/مايو على المنصة الإعلامية الناطقة بالفرنسية “Ici Beyrouth”، يفكك النفوذ المكتسب منذ 2019 من قبل منظمة جورج سوروس العالمية في لبنان، والتي استفادت من نقص السلطات العامة، واستثمرت بالفعل بشكل كبير في العديد من الجمعيات المحلية، من أجل التسلل إلى المجتمع المدني، من خلال تقديم خدمات للسكان لم تعد تقدمها مؤسسات الدولة.

وقد تبين لمعظم المراقبين ان جمعية “كلنا ارادة” هي الجمعية التي يستخدمها ويمولها جورج سوروس وابناءه، هي المنفذ الاساس للمكاسب المالية التي يسعى المليادير الاميركي تحقيقها على حساب الشعب اللبناني من خلال عملائه امثال “كلنا ارادة”.

رجل الأعمال الأميركي جورج سوروس له حصّة في تشكيلة نوّاف سلام الحكوميّة، وهو تسلل اليها عبر مجموعة “كلنا ارادة”. ولسوروس مطامع شرّيرة وأهداف: شطب الودائع وتفليس المصارف ووضع اليد عليها وتدمير الاقتصاد الحر ونزع السريّة المصرفيّة. فاهتمام سوروس بالشأن اللبناني قديم. هو موّل ثورة 17 تشرين الأوّل نفسها، فأقفلت المصارف أبوابها، وزجّ بجيش المستشارين –ومنهم أعضاء كلنا إرادة إياها- لدفع لبنان للتخلّف عن دفع ديونها. ثم حصلت الأزمة. لهذا السبب، هناك أزمة اليوم.

قد تبدو هذه السرديّة -للوهلة الأولى- أسخف من أن تُناقش، الا اذا عرف الرأي العام اللبناني، من يكون جورج سوروس،

سوروس وهو المعروف باسم «الرجل الذي كسر بنك انكتلرا» بسبب بيعه على المكشوف ما قيمته 10 مليارات دولار أمريكي من الجنيه الإسترليني، مما جعله يحقق ربحًا قدره مليار دولار خلال أزمة العملة البريطانية في الأربعاء الأسود عام 1992. واستنادًا إلى دراساته المبكرة للفلسفة، صاغ سوروس النظرية العامة الانعكاسية لأسواق رأس المال، والتي يقول إنها تعطي صورة واضحة لفقاعات الأصول والقيمة الأساسية/السوقية للأوراق المالية، وهناك الكثير من الامثلة المماثلة لما كان يقوم به سوروس سواء في فرنسا الذي استدعى انذاك رئيس حكومة فرنسا للتدخل مباشرة مع سوروس لتجنب انتكاسة مماثلة للفرنك الفرنسي كما حدث في بريطانيا.

ولهذا يتوجب على القضاء اللبناني ان يذهب بعيدا بتحقيقاته مع مجموعة كلنا ارادة بتهمة الخيانة العظمى، حتى وان كانت ممثلة داخل حكومة نواف سلام، لانه لا يوجد خيانة اكبر من خيانة الاقتصاد والعملة الوطنية للبنان مقابل حفنة من الدولارات.

The post هل تحاكم “كلنا ارادة” بتهمة الخيانة العظمى؟ first appeared on روّاد لبنان.

ظهرت المقالة هل تحاكم “كلنا ارادة” بتهمة الخيانة العظمى؟ أولاً على روّاد لبنان.