الأحد, أبريل 20, 2025

*قصة اليوم: “المتسلق الوصولي”*

*بقلم ميراز الجندي كاتب سياسي:*

في منطقة عكار، يحكى أن هناك شخصًا دخل الوظيفة العامة بفضل دعم فرضه النظام السوري الذي كان يستعمر لبنان آنذاك ويهيمن على مفاصل الدولة والإدارات العامة. وبالتحديد، كان هذا الدعم تحت توصية من أحد النواب البارزين (عصام) في تلك الفترة.

 

سرعان ما وجد هذا الشخص نفسه متسلقًا، يتنقل بين أروقة الفساد والمصالح السياسية، مستغلًا كل فرصة لتعزيز سلطته ونفوذه، متجاهلًا أي مبادئ حقيقية.

 

وبعد اغتيال رئيس حكومة لبنان الأسبق، رفيق الحريري، والخروج القسري للاحتلال السوري، كان هذا الشخص في الصفوف الأمامية، مدعيًا الدفاع عن قضايا الشهيد، مع أنه لم يتورع عن التمسك بمبادئ فارغة لا يؤمن بها، فقط لكي يحافظ على مكانته التي رسخها له نظام الاحتلال البائد.

 

ومع وصول العونيين إلى السلطة، واستمرار هيمنة (جبران) وعهدهم المرتبط بالإحتلال الإيراني المتمثل بحzب الله، وجد هذا المتسلق مكانًا بجانب محافظ الشمال الذي كان محسوبًا على العهد. هنا، واصل تحركاته السياسية لتحقيق مصالحه الشخصية على حساب المبادئ، كما كان متوقعًا.

ومع تغيّر الأوضاع وانقلاب التوازنات في لبنان بعد الثورة 17تشرين ، كان هذا الشخص أول من هرع للاستفادة من التغيرات، محاولًا أن يلتقط فرصة الوصول إلى مقعد في حكومة نواف، متحدثًا باسم عكار، وكأن له حق تمثيلها. في الواقع، كان تاريخه مليئًا بالتنقلات السياسية والتحالفات المصلحية التي لم تعكس سوى طموحه الشخصي.

 

أما إذا نظرنا إلى سيرته البعثية، فهو يحاول بشتى الطرق إخفاء انتمائه وأصوله السياسية التي تلطخت بمفاهيم عفا عنها الزمن، مع كل تحوّل سياسي يمر به.

*في النهاية، لا يمكنني إلا أن أصف هذا الشخص بـ”المتسلق المنافق”، الذي يبيع مبادئه ويعرض نفسه على مسرح السياسة بما يتماشى مع مصالحه الشخصية، ضاربًا بكل القيم عرض الحائط.*

*تنويه:*

*هذه القصة وكل القصص الأخرى من وحي الخيال، ولا تمت للواقع بصلة. أي تشابه بين شخصيات القصة وبين الواقع هو محض صدفة، وغير مسؤولين عنه، ونتيجة خيال القراء فقط.*

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version
Verified by MonsterInsights